مقدمة
الزلازل من الكوارث الطبيعية التي تهز الأرض تحت أقدامنا، لكنها في الوقت نفسه تهز قلوب الأطفال وعقولهم الصغيرة. الكبار قد يمتلكون أدوات لفهم الكارثة، لكن الطفل يعيش الصدمة بكل براءته، فتظهر لديه مخاوف وقلق واضطراب قد يستمر لفترة طويلة.
فهم صدمة الطفل
الأطفال يعبّرون عن خوفهم بطرق مختلفة:
- البكاء المستمر.
- الكوابيس الليلية.
- التبول اللاإرادي.
- الصمت الطويل أو الانعزال.
- ردود فعل عدوانية غير معتادة.
المهم أن نفهم أن هذه ردود أفعال طبيعية وليست “مشاكل” عند الطفل.
خطوات عملية للتعامل مع الطفل بعد الزلزال
- الاستماع والاحتواء: دع طفلك يتحدث عما شعر به، حتى لو كانت كلماته بسيطة أو متقطعة.
- الطمأنة المستمرة: استخدم جملًا مثل: “أنت بأمان الآن”، “أنا بجانبك”.
- الحفاظ على الروتين: عودة الحياة إلى شكلها المعتاد (الدراسة، اللعب، النوم) يساعد الطفل على الشعور بالاستقرار.
- اللعب كعلاج: اللعب بالرسم أو الألعاب الجماعية يساعد الطفل على تفريغ مشاعره.
- تجنب التوبيخ: إذا عاد الطفل إلى سلوكيات طفولية مثل التعلق الشديد بالأهل أو التبول الليلي، لا تعاقبه.
- طلب المساعدة عند الحاجة: إذا استمرت الأعراض لفترة طويلة، يجب اللجوء إلى مختص نفسي.
دور الأهل
الأب والأم هما مصدر الأمان الأول. وجودهما بجانب الطفل، عناقهما، والاستماع له، كلها عوامل تساعد على شفاء جروحه النفسية.
دور المجتمع
المدارس، الجمعيات، والجيران، كلهم يلعبون دورًا في إعادة الطمأنينة للأطفال. الأنشطة الجماعية تساعدهم على الشعور بأنهم ليسوا وحدهم.
مثال واقعي
في إحدى القرى التي تعرضت لزلزال، أنشأت جمعية صغيرة ركنًا للأطفال فيه ألعاب ودفاتر للرسم. الأطفال بدأوا يرسمون بيوتًا مهدمة، لكن بعد أسابيع من الدعم واللعب، صاروا يرسمون شمسًا مشرقة وبيوتًا جديدة. هذا يعكس كيف يمكن للدعم النفسي البسيط أن يغيّر نفسية الطفل.
رسالة جمعية شمس الطفل والمرأة
نحن نعمل على تنظيم برامج دعم نفسي للأطفال المتأثرين بالكوارث الطبيعية. نقدم جلسات علاج جماعي عبر الرسم واللعب، ونوفر مساحات آمنة لهم للتعبير عن مشاعرهم. هدفنا أن نقول لكل طفل: “لسنا وحدك، نحن معك”.
خاتمة
التعامل مع الطفل بعد الزلزال يتطلب صبرًا وحبًا ووعيًا. حضن الأم والأب هو الملاذ الأول، ودعم المجتمع هو السند الأكبر. فلنمنح أطفالنا الأمان حتى في وسط الركام، لأن الطفولة لا يجب أن تتوقف مهما كانت الصعوبات.